لا تحزنوا الروح

,
لا تحزنوا الروح


ألروح القدس:
هو روح الله القدوس المعطي الحياة والعامل في الخليقة كلها لنقل عمل الله إليها لتثبيت وجودها وضبط ايقاعها لتحدث بمجد الرب وحبه الإلهي العجيب” السموات تحدث بمجد الله والفلك يخبر بعمل يديه”(مز19: 1).
ومنذ البدء حيث “كانت الأرض خربة وخالية وعلى وجه الغمر ظلمة، كان ” روح الله يرف على وجه المياه”(تك1: 2).
هذا الروح القدس الجبار العظيم، أعطي لنا من الآب بواسطة الابن، ليس لزمن محدد بل ليمكث معنا ويكون فينا “روح الحق الذي لا يستطيع العالم إن يقبله لأنه لا يراه ولا يعرفه، وأما أنتم فتعرفونه لأنه ماكث معكم ويكون فيكم”(يو14: 17)… وهو ينقل إلى كياننا كل ما للآب والابن، فهو روح الله الحق”ومتى جاء المعزي الذي سأرسله أنا إليكم من الآب، روح الحق الذي من عند الآب ينبثق فهو يشهد لي”(يو15: 28)…”كل ما للآب هو لي لهذا قلت أنه يأخذ مما لي ويخبركم”(يو16: 15). كما أنه صار مسحة الله الخاصة للذين آمنوا به، تميزهم وتمنحهم سلطانا أن يكونوا أولاد الله”وأما الذين قبلوه فأعطاهم سلطانا أن يصيروا أولاد الله أي المؤمنون باسمه”(يو1: 12)…” وأما أنتم فالمسحة التي أخذتموها منه ثابتة فيكم ولا حاجة بكم إلى أن يعلمكم أحد بل كما تعلمكم هذه المسحة عينها عن كل شيء وهي حق وليست كذبا كما علمتكم تثبتون فيه”(1يو2: 27).
ماذا يحزنه؟!:
سنتناول في هذا المقال نقطتين من الكثير الذي يحزن روح الله فينا ويجعله ليس فاعلا وكأنه مطفأ داخلنا، على أن نكمل-بمشيئة الله- الباقي فيما بعد.
1- ألكذب: وهو آفة حياتنا اليومية. هو ضد الروح القدس الذي يعرف بروح الحق”وأما متى جاء ذاك روح الحق فهو يرشدكم إلى جميع الحق”(يو16: 13).

ولذلك يوصينا الكتاب ضد كل انحراف تجاه الكذب بكل أنواعه لنطرحه تماما عنا”لذلك اطرحوا عنكم الكذب وتكلموا بالصدق كل واحد مع قريبه”(أف4: 25). ولابد أن نعرف أن الكذب يجعلنا في بنوة للشيطان الذي هو روح الكذب، فهكذا وضح السيد المسيح لليهود المقاومين له قائلا:”أنتم من أب هو إبليس، وشهوات أبيكم تريدون أن تعملوا. ذاك كان قتالا للناس من البدء، ولم يثبت في الحق لأنه ليس فيه حق متى تكلم بالكذب فإنما يتكلم مما له لأنه كذاب وأبو الكذاب”(يو8: 44). كما أن السلوك في الظلمة وليس في نور كلمة الله تجعلنا نسلك في الكذب”إن قلنا أن لنا شركة معه وسلكنا في الظلمة نكذب ولسنا نعمل الحق”(1يو1: 6).

والكتاب المقدس يحذرنا من أية محبة أو عمل للكذب، لأن النتيجة في النهاية رهيبة جدا”لأن خارجا الكلاب والسحرة والزناة والقتلة وعبدة الأوثان وكل من يحب ويصنع كذبا”(رؤ22: 15).

2- ألنجاسة: واضح من الكلمة أن النجاسة تتبع الروح النجس( الشيطان)، وهو ضد الروح القدس، روح القداسة والطهارة والتعفف. من هنا يحذرنا الكتاب من كل نجاسة وزنا، سواء بالفكر أو بالعمل أو بالكلام، وقد منح الرب تلاميذه السلطان ضد الأرواح النجسة”وأعطاهم سلطانا على أرواح نجسة حتى يخرجوها ويشفوا كل مرض وكل ضعف”(مت10: 1)… وأيضا حفظ الحواس والقلب مختونا بالنعمة بعيدا عن كل ما هو نجس أو دنس، هو أساس عمل الروح القدس لتقديسنا”لذلك أخرجوا من وسطهم واعتزلوا يقول الرب ولا تمسوا نجسا فأقبلكم”(2كو6: 17). والتهاون في هذا الأمر يحزن روح الله جدا ويجعله غير عامل في الإنسان. كما أن النجاسة تحرمنا من ميراث الملكوت”فإنكم تعلمون هذا أن كل زان أو نجس أو طماع الذي هو عابد للأوثان ليس له ميراث في ملكوت المسيح والله”(أف5: 5). والعلاج هو السلوك بالروح”اسلكوا بالروح فلا تكملوا شهوة الجسد”(غل5: 16).

ولعلنا نلاحظ في هذه الأيام الأخيرة كيف أن الشيطان النجس يقنن النجاسة في عقول الناس والحكومات تحت مسميات كاذبة منحرفة عن الحق الإلهي، فنسمع عن حقوق الشواذ في الزواج المثلي وهو ما أقرته حكومات كثيرة في العالم الغربي. كما نسمع عن حرية التعري واستعراض الأجساد بطريقة مخزية لطبيعة الأنسان، الذي حينما تعرى نتيجة خطيئته في جنة عدن، غطاه الرب بأقمصة من جلد(تك3: 21). والعجيب أن هذا ينضوي تحت مسميات (الموده) والفن والعصر…هنا نسمع كلمة الله لملاك كنيسة اللاودكيين ناصحا أن يشتري:”ثيابا بيضا لكي تلبس فلا يظهر خزي عريتك”(رؤ3: 18).
لقد انتشرت النجاسة في العالم انتشارا وبائيا، مستخدما الشيطان في ذلك كل التقنيات الحديثة والمال والأجساد، لتصير بضاعته الدنسة هذه من أقوى الوسائل مقاومة لروح القداسة. ولقد نوه الكتاب إلى هذا في سفر الرؤيا عن بضائع الشيطان التي يروجها له في العالم تجار الأرض من خلال بابل العظيمة التي هي رمز للشر”بضائع من الذهب والفضة و……وغنما وخيلا ومركبات وأجساد ونفوس الناس”(رؤ18: 12- 14).
والنجاسة سبب رئيسي في خراب النفوس والبيوت والعائلات والعلاقات الإنسانية. هي تسلب الناس حريتهم وتجعلهم في إحساس الموت رغم أنهم يدعون أنهم أحياء. لذلك وإن كنا قد استعبدنا تحت قيود الشهوة والنجاسة، ولكن الرب الذي حررنا بموته مازال يحرر إن قررنا تسليم قيادنا للروح القدس ليقودنا في حرية مجد أولاد الله”لأنه كما قدمتم إعضاءكم عبيدا للنجاسة والإثم للإثم هكذا قدموا أعضاءكم عبيدا للقداسة”(رو6: 91).
هيا معا نقدم توية حقيقية عن هاتين الخطيئتين ونبدا بدأ حسنا”إن اعترفنا بخطايانا فهو أمين وعادل حتى يغفر لناخطايانا ويطهرنا من كل إثم”(1يو1: 9)، “… ودم يسوع المسيح ابنه يطهرنا من كل خطية”(1يو1: 7). “اسلكوا بالروح فلا تكملوا شهوة الجسد”(غل5: 16). آمين.

 

Skills

Posted on

June 24, 2012

Submit a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Share This