+ أحبك يارب ياقوتي، فمنك وبك ولك أنا، وعلى مدى عمري بما فيه وله وعليه، أجدك أنت الملاذ والملجأ والحب الغير المشروط، فعرفت أن الله محبة. كلك الخير المطلق والعطاء الذي يعكس خيريتك علي ضعفي بل على الكون بأسره. أتعجب منك ياخالق الكل، كيف أنك تشرق شمسك على الأشرار والصالحين وكيف أنك تطعم الأخيار وغير الشاكرين؟. أنها طبيعتك المحبة الصالحة التي تفيض بلا مكيال على الجميع. هناك من يقترب إليك فيشبع ويمتليء قلبه بالفرح والامتنان لشخصك الإلهي، وأيضا هناك من ينال من خيراتك مكتفيا بها ليفصلها عنك ويمضي بعيدا ظانا في جهله أنه هو مصدرها. مع ان الواقع يقول أننا أضعف بكثير من فيروس غير مرئي بالعين المجردة، استطاع أن يكشف مدى عجز العالم كله بكل رؤسائه وملوكه وعلمه وأمواله وأسلحته وإلحاده. فإلى الآن نحن متحيرون من هذا الوباء اللعين الذي غير شكل العالم وسياساته وأنظمته.

  يارب أرجع مرة أخرى لحبك الفائق المعرفة. كيف بحبك خلقتنا، ولما بجهل وغباء وكبرياء تعدينا وصيتك واختطفنا لأنفسنا قضية الموت، أنك أخليت نفسك وأخذت صورة العبد وصرت في صورتنا كشبهنا ومثالنا في كل شيء ما خلا الخطية وحدها، وبحب أزلي وأبدي سلمت نفسك للموت لأجلنا لنخلص وتردنا إلى صورتك وشبهك الإلهي، لتعود تتبنانا لك مرة أخرى وتكون فينا ونحن فيك. أي شكر وحمد يمكنه أن يوفيك حبك وبذلك وعطاءك وغفرانك وأبوتك الحانية؟ ثم كيف أنك بطول أناة ولطف وإمهال تعطينا الفرصة تلو الأخري، إذا أخطأنا إليك،لنعود إليك بالتوبة، فنجد أحضانك الأبوية مفتوحة لنا ودمك الطاهر يغسلنا ويبيض ثيابنا التي اتسخت بالخطية؟. إذن فحبك قائم وحاضر لا يتغير تجاهنا حتى لو أخطأنا، فلنا على مائدة مذبحك في جسدك المكسور من أجلنا ودمك المسفوك لأجل تطهيرنا، مجال ورجاء لا ينقطع لأن حبك لا يتوقف ولا ينتهي، فقط علينا بالتوبة والاعتراف بخطايانا والتصميم على عدم الرجوع لحمأة الخطية مرة أخرى.

  حبك يارب يخجلني إن فكرت في الخطية، فحبك يجعلني أكره كسر وصيتك، إني أحبك لأنك أحببتني أولا…أحبك يارب ياقوتي.