ألايمان واحتمال الألآم والتجارب

,
ألايمان واحتمال الألآم والتجارب


+ الله لايجرب أحدا:
أول كل شيء يليق بنا أن نؤكد إيماننا بما قاله معلمنا يعقوب الرسول في رسالته”لا يقل أحد اذا جرب أني أجرب من قبل الله، لأن الله غير مجرب بالشرور وهو لا يجرب أحدا”(يع13:1). فالتجارب والألآم هي نتاج الخطية التي دخلت الى العالم بعمل وبحسد ابليس، كما أن الموت هو أجرة الخطية، وإيماننا هو أننا بالمسيح – له المجد – نعبر الموت وندوسه بكل آثاره ونتائجه، لأ نه بموته أبطل عز الموت.

+ الضيقات طريقنا الى الملكوت:
ولنعلم أنه”بضيقات كثيرة ينبغي أن ندخل ملكوت الله”(أع22:14). ولهذا السبب يدعونا القديس يعقوب في رسالته قائلا”إحسبوه كل فرح ياإخوتي حينما تقعون في تجارب متنوعة”(يع2:1). والشيء الوحيد الذي يجعلنا أن ندخل هذه الخبرة الروحية العالية، هو الإيمان. لذلك لا نستغرب موقف أبينا ابراهيم حينما رفع السكين ليذبح اسحق ابنه وحيده الذي قبل فيه المواعيد ليقدمه محرقة لله بحسب أمر الرب” بالإيمان قدم ابراهيم اسحق وهو مجرب…إذ حسب أن الله قادر على الاقامة من الأموات”(عب17:11).

+ الإيمان لا يمنع التجارب والألآم:
ولكن الإيمان يقدر أن يرفع صاحبه فوقها جميعا، فيرى ما لا يرى، يرى القيامة بعد الموت، والسماء عوض الأرض، والمجد عوض الألم، وينظر المسيح خلف وجوه قاتليه. وويلمس كيف تتمثل مراحم الله وراء المصيبة والموت المحيط”أيضا إذا سرت في وادي ظل الموت لا أخاف شرا لأنك أنت معي”(مز4:23).
الإيمان يجعلنا وقت الضيق نلقي برجائنا بالكامل على الله، فنسلمه الأمر وهو يوصلنا الى بر الأمان”سلمنا فصرنا نحمل”(أع15:27).

+ الايمان يختزل معاناتنا:
فالإيمان يجعلنا ننظر ما هو فوق حيث المسيح جالس عن يمين العظمة، فتتضاءل آلآمنا، وتنتفي أحقادنا، وتختفي منا شهوة الانتقام، كما حدث لاستفانوس رئيس الشمامسة وأول الشهداء وهم يرجمونه”وأما هو فشخص إلى السماء وهو ممتلئ من الروح القدس، فرأى مجد الله ويسوع قائما عن يمين الله… فكانوا يرجمون استفانوس وهو يدعو ويقول أيها الرب يسوع اقبل روحي، ثم جثا على ركبتيه وصرخ بصوت عظيم يارب لا تقم لهم هذه الخطية”(أع7: 55-60).

+ نصلي بإيمان لاتدخلنا في تجربة:
وهذا ما علمنا إياه السيد المسيح في الصلاة الربانية. وإيماننا بالصلاة هذه، كفيل فعلا أن يمنع عنا تجارب لا حصر لها من الشيطان والعالم والجسد. لقد طلب السيد المسيح هذا من تلاميذه وقت تجربة الصليب”إسهروا وصلوا لئلا تدخلوا في تجربة”(مت41:6).

+ كلمة الله وفاعليتها في التجربة:
إن كلمة الله تجعلنا نجوز التجارب بنجاح. لقد فعل الرب هذا على الجبل وعلينا أن نتبع خطواته، فقد أكمل إبليس كل تجربة ضد السيد المسيح الذي كان مع الحوش(مر13:1). لقد غلب الرب كل هذه التجارب بواسطة الكلمة أي “بالمكتوب”.

ياأحبائي، كلما التصقنا بكلمة الله كلما حملتنا على أجنحتها وطارت بنا فوق التجربة”وأنا حملتكم على أجنحة النسور وجئت بكم الي”(خر4:16). لقد شبه الرب أولئك الذين هم مؤسسون على الكلمة كمن يبني على الصخر، فمتى جاءت رياح وأعاصير التجارب، فلا يمكنها أن تقوى على ذلك البيت(مت25:8).

إن ثقتنا وإيماننا بقوة الكلمة يجعلنا ننظر الي يد الله الحنونة التي تشير الى المنفذ مع كل تجربة، فيتحقق لنا في يقيننا أن”الله لنا اله خلاص وعند الرب السيد للموت مخارج”(مز20:68).

+ الايمان بإلهنا المنقذ:
هذا الإيمان يعطينا ثقة مطلقة ويقين في أن الرب” يعلم أن ينقذ الأتقياء من التجربة ويحفظ الأثمة إلى يوم الدين معاقبين”(2بط9:2)، ولنا في الكتاب بعهديه نماذج حية تحقق صدق هذه الآية.

فلنأخذ على سبيل المثال لا الحصر كيف خلص الرب نوحا وابراهيم ويعقوب ويوسف، وكيف أنقذ شعب بني اسرائيل من العبودية وعبرهم في وسط البحر، وكيف خلص داود ودانيال والثلاثة فتية القديسين، وكيف كان مع الرسل وعمل بهم وهم حملان وسط ذئاب حتى عبروا من الضيقة العظيمة ووصلوا الى السماء. ثم كيف أن الرب مع كنيسته عبر الدهور يجوز بها المحن والموت والضيقات ليرسل منها الى الملكوت ألوف ألوف وربوات ربوات الشهداء والقديسين.

+ الايمان بمعية المسيح يسندنا:
إن مسيحنا الأسد الخارج من سبط يهوذا، كما خرج غالبا ولكي يغلب، هكذا نكون معه”لأنه فيما هو قد تألم مجربا يقدر أن يعين المجربين”(عب18:2). ولا تسألني كيف يقدر أن يعينك وقت تجربتك، فعنده لكل داء دواء، ولكل واحد بحسب احتياجه سيعطيه من غناه ليصل به الى بر الأمان. فغناه وقدرته مع محبته وخلاصه لايستقصى.

ولن يحتاج الرب منا أن نطيل في شرح تفاصيل معاناتنا وأوجاعنا وأحزاننا، لأن”أحزاننا حملها وأوجاعنا تحملها”(اش4:53). إنه رئيس كهنتنا الأعظم”القادر أن يرثي لضعفاتنا بل مجرب في كل شيء مثلنا بلا خطية”(عب15:4). كما أنه أيضا”مجروح لأجل معاصينا مسحوق لأجل آثامنا تأديب سلامنا عليه وبحبره شفينا”(اش5:53).

+ ياأحبائي، لنا أن نعد أنفسنا لملكوت الله بقبولنا التجارب والألآم والاضطهادات والأمراض وكل محن الزمان الحاضر من يد الله بشكر، يسندنا ايماننا بصلاح الله المطلق ومحبته وأبوته وخلاصه لنا.


كتابة الأب سمعان زكري في فبراير٢٠١٣

Skills

Posted on

February 15, 2013

Submit a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Share This