ألعتق……


+ 1- من الشيطان:
دعونا نلقي بعض الضوء على الشيطان لنعرف عدونا ومن هو الذي عتقنا منه الرب. فهو يسمى أيضا إبليس، أي المقاوم لله ولكل خير. هذا هو الحية القديمة التي أغوت حواء وآدم فسقطا من شركة الحياة مع الله وانطرحا إلى الموت، وفيهما كل البشرية.
كما أن الكتاب المقدس يسميه” المجرب”. لقد تجرأ عل أن يتقدم ليجرب الرب وهو في الجسد على الأرض بعدما صعد من مياه الأردن في معمودية يوحنا المعمدان، واقتيد بالروح ليجرب من إبليس أربعين يوما وأربعين ليلة صائما. وهنا نقرأ عن عدو الخير بعدما جربه بكل نوع في إنجيل معلمنا لوقا فيقول:”ولما أكمل إبليس كل تجربة فارقه إلى حين”(لو4: 13). لذلك فهو العامل الأساسي في تجارب الإنسان لكي يأسره ويقيده بالخطية التي أجرتها الموت، فهو يأتي ليسرق ويذبح ويهلك مستخدما كل طرق الخديعة والكذب وتحريك شهواته الشريرة في حياتنا. وإليكم هذه الآية التي تحوي الكثير من هذا المعنى وذلك حينما كان الرب يتكلم مع الكتبة والفريسيين ومع اليهود المقاومين له”أنتم من أب هو إبليس وشهوات أبيكم تريدون أن تعملوا. ذاك كان قتالا للناس من البدء ولم يثبت في الحق لأنه ليس فيه حق. متى تكلم بالكذب فإنما يتكلم مما له لأنه كذاب وأبو الكذاب”(يو8: 44).
وقد سماه الرب رئيس هذا العالم”رئيس هذا العالم يأتي وليس له في شيء”(يو14: 30). ومن هذا المنطلق فهو وراء الشرور والحروب والنجاسة والظلم والألم والخراب الذي في هذا العالم الحاضر”فطرح التنين العظيم الحية القديمة المدعو إبليس والشيطان الذي يضل العالم كله إلى الأرض وطرحت معه ملائكته”(رؤ12: 9). كما أنه كأسد زائر يجول ملتمسا من يبتلعه، كصائد الفرائس يود الاقتناص ينشر فخاخه الخفية ليسقط فيها غير المؤمنين أو المؤمنين الغافلين وغير السهارى…”مؤدبا بالوداعة المقاومين عسى أن يعطيهم الله توبة لمعرفة الحق، فيستفيقوا من فخ إبليس إذ قد اقتنصهم لإرادته”(2تي2: 25، 26)…”ألبسوا سلاح الله الكامل لكي تقدروا أن تثبتوا ضد مكايد أبليس”(أف6: 11)…”ويجب أيضا أن تكون له شهادة حسنة من الذين هم من خارج لئلا يتصلف فيسقط في تعيير وفخ إبليس”(1 تي7:3).
وإبليس بدأ بالخطية أي التعدي على الله. ولما سقط أراد أن يسقط كل شيء معه. لقد قال في كبريائه يوما”أصعد فوق مرتفعات السحاب أصير مثل العلي”(إش14: 14). لذلك، وبحسب كلام الرب، فإن”من يفعل الخطية فهو من إبليس لأن إبليس من البدء يخطيء.لأجل هذا أظهر ابن الله لكي ينقض أعمال إبليس”(1يو3: 8). وإبليس حينما يستدرجنا للوقوع في الخطية، فإنما يصيرنا عبيدا للخطية وبالتالي عبيدا له، فيتسلط عل الفكر والقلب والإرادة، على روح الإنسان ونفسه وأيضا جسده. إنها العبودية الكاملة.
من المقدمة السابقة والموجزة عن الشيطان وبعض صفاته وأعماله المخربة والمميتة، يلزمنا أن نئن في داخلنا ناظرين إلى من يعتق ويحرر. وهنا تأتي إجابة السيد المسيح للجميع” فإن حرركم الابن فبالحقيقة تكونون أحرارا”(يو8: 36). وتحرير الابن للبشرية كلفه أن يخلي نفسه ويأخذ شكل العبد ويحمل كل خطايا العالم والتعدي، والتي وراءها الشيطان أو الإنسان، حتى أن الذي لم يعرف خطية صار خطية من أجلنا لنصير نحن بر الله فيه. لقد قبل أن يقتل بيد الشيطان من وراء أيادي الصالبين وطاعن الحربة. فعدو الخير الذي هو قتال للناس منذ البدء أكمل قتل كل البشرية حينما قتل ابن البشر. ولكن… بموت الرب على الصليب قتل الموت بعدما غفر الخطية وأبطل سلطانها وكان هذا كله بعد أن قبض على الشيطان الذي كان يقتنص الناس فظفر به الرب كأسد خرج غالبا ولكي يغلب”إذ جرد الرياسات والسلاطين أشهرهم جهارا ظافرا بهم فيه(أي في الصليب)”(كو2: 15). وبذبيحة نفسه على الصليب أعطى سلطان الغلبة والنصرة على إبليس لكل أولاده المؤمنين به”فرجع السبعون بفرح قائلين يارب حتى الشياطين تخضع لنا باسمك”(لو10: 17)…”ها أنا أعطيكم سلطانا لتدوسوا الحيات والعقارب وكل قوة العدو ولا يضركم شيء”(لو10: 19).
ولقد أعلمنا الرب بأنه أعتقنا من سلطان إبليس بتجسده وموته وقيامته برؤيته التي لا يحدها زمان قائلا”رأيت الشيطان ساقطا مثل البرق من السماء”(لو10: 18). وقد تمت نبؤة الله للإنسان بعد سقوطه موجها كلامه للحية”وأضع عداوة بينك وبين المرأة وبين نسلك ونسلها. هو يسحق رأسك وانت تسحقين عقبه”(تك3: 15). لقد جاء المسيح ابن الله متجسدا من العذراء القديسة مريم(حواء الجديدة)، ليكون هو هو نسل المرأة الذي سحق رأس الحية القديمة الشيطان. واستطاع بعد موته وقيامته وصعوده أن يعتق أولاده الذين سباهم الشيطان منذ البدء”إذ صعد إلى العلاء سبى سبيا وأعطى الناس عطايا، وأما أنه صعد فما هو إلا أنه نزل أيضا أولا إلى أقسام الأرض السفلى”(أف4: 8 ،9).
ولكي نعلم أن الشيطان هو الذي يسبي الإنسان مستخدما تجاربه وسهامه الملتهبة، ولكي نعلم أيضا أن الرب هو الذي يعتق من سبي إبليس نقرأ عن أيوب هذه الآية بعد صبره الطويل لتجارب العدو”ورد الرب سبي أيوب لما صلى لأجل أصحابه وزاد الرب على كل ما كان لأيوب ضعفا”(أي42: 10). إنها قدرة الرب على العتق مهما كانت قوة الشرير العاتي وحيله وجبروته في أسر الناس. إن الكتاب المقدس يطمئنا موجها عقولنا وقلوبنا نحو الرب القادر في سؤال وجواب هكذا”هل تسلب من الجبار غنيمة وهل يفلت سبي المنصور؟!، فإنه هكذا قال الرب حتى سبي الجبار يسلب وغنيمة العاتي تفلت وأنا أخاصم مخاصمك وأخلص أولادك”(إش49: 24، 25)… ويلذ لنا أن نسمع هذه الدعوة من فادينا المخلص والمحرر يقول لنا من خلال كلامه لصهيون التي هي الكنيسة كلها ونفس كل واحد فينا”انتفضي من التراب قومي إجلسي ياأورشليم إنحلي من ربط عنقك أيها المسبية ابنة صهيون”(إش52: 2).
أليوم أدعوك ياقارئي العزيز، أن تقوم وتنتفض بقوة الرب يسوع محررك ومخلصك وبسلطان اسمه القدوس الذي به أخذنا السلطان أن ندوس- بغلبة- الشيطان وكل قواته وأفكاره وأعماله الخفية والظاهرة، رافضا كل عبودية وأسر من العدو الشرير تكون قد وضعت نفسك فيه بمعرفة أو بجهل وعدم معرفة، لتنتهر من حياتك وعائلتك وبيتك وعملك كل ما يمت للشيطان بصلة. وثق بقوة تحرير المسيح الذي أتى خصيصا لأجل أن يعتق ويشفي جميع المتسلط عليهم إبليس. فلا تخف من أعمال السحر أو القوى الشيطانية التي قدت نفسك إليها أو وضعت عليك من أناس يعملون مع الشرير. قم تب إرجع لمخلصك وهو قادر أن يفكك من كل أسر الخطية والأعمال الشيطانية وكل أسر لحب المال أو النجاسة بأنواعها بل من كل شر وشبه شر. فالرب أقوى بما لا يقاس وهو الغالب دائما إن سلمنا له قياد حياتنا، فالقاعدة الروحية التي أعطاها لنا في الكتاب هي”حينما يحفظ القوي داره متسلحا تكون أمواله في أمان، ولكن متى جاء من هو أقوى منه(الرب) فإنه يغلبه وينزع سلاحه الكامل الذي اتكل عليه ويوزع غنائمه”(لو11: 21 ،22).
أحباء الرب، يجب أن نعيش قول الكتاب الصادق رغم كل ما يحيطنا من محاراربات الشيطان”ولكننا في هذه جميعها يعظم انتصارنا بالذي أحبنا”(رو8: 37).

 

Skills

Posted on

October 24, 2012

Submit a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Share This