كفى…!!

+ كفى رعود الله:
كان هذا طلب فرعون من موسى وهارون في ضربة البرد حيث قال لهما “أخطأت هذه المرة، الرب هو البار وأنا وشعبي الأشرار، صليا إلى الرب وكفى حدوث رعود الله والبرد”(خر9: 28).
قارئي العزيز إن كانت حياتك في ضربة غضب الله بالبرد والرعود”لأن غضب الله معلن من السماء على جميع فجور الناس وإثمهم الذين يحجزون الحق بالإثم”(رو1: 18)، فليس هناك طريقة للخروج والخلاص إلا بالتوبة والرجوع إلى الله…قل مع يونان: “بسببي هذا النوء العظيم”(يون1: 12)…أصرخ إلى الرب معترفا بخطاياك الواضحة أمام عينيك، وتضرع إليه قائلا يارب كفى…أللهم اغفر لي فإني خاطيء…إذهب لأب اعترافك وقر بخطاياك وخذ الحل من فمه وتقدم للتناول الذي يعطى لمغفرة الخطايا وحياة أبدية لكل من يتناول منه.

+ كفاكم قعودا في هذا الجبل:
كانت هذه دعوة الرب لبني اسرائيل في حوريب لكي يتجهوا نحو أرض الموعد، مكان الراحة… إلى متى تظل حياتنا في حالة قعود وكسل وتهاون وعدم سير في طريق الله؟!…ألا يكفينا مكوث في أماكن الخطية والبعد عن الله سواء في دائرة النجاسة أوالشهوات؟!، ألم نتيقن بعد من فراغ حياتنا الداخلية لمحبتنا الشديدة للمال وتعظم المعيشة؟!، أليس في صحبة الأشرار والمعاشرات الرديئة، أو المجالس المستهزئة، جلبنا على أنفسنا خطايا وخرابا لنا ولبيوتنا ولسعات الضمير والإحساس بالذنب المحطم للنفس؟!.

نعم كفانا “لأن زمان الحياة الذي مضى يكفينا لنكون قد عملنا إرادة الأمم سالكين في الدعارة والشهوات وإدمان الخمر والبطر والمنادمات وعبادة الأوثان المحرمة”(1بط 4: 3). أليوم إن سمعت صوت الرب داخلك أن: كفاك قعودا وسقوطا وموتا، فلا تقسي قلبك، بل دع الله يمسك بيمينك في تسليم كامل لقيادته الحكيمة إلى أرض ميعادك معه لتنعم به هنا وهناك.

+ كفاك هموما:
قال رب المجد يسوع:”فلا تهتموا للغد، لأن الغد يهتم بما لنفسه، يكفي اليوم شره”(مت6: 34)…عزيزي، مالي أراك واضعا يدك عل خدك معبس الوجه، قاطبا جبينك حزينا مثقلا تحت همومك؟!… ما عساك تسرح بفكرك في المستقبل ربما لسنين كثيرة في المستقبل وهي لم تأت عليك بعد، ومن يعلم؟!… هنا يقدم لنا الرب هذا التحدي”ومن منكم إذا اهتم يقدر أن يزيد على قامته ذراعا واحدة؟!”(مت6: 27)…أذن فلنعش أمانة اللحظة الآن… فلنكن أمناء فيما لله والآخرين اليوم، أما الغد فبإيمان كامل في الله الذي بيده أمرنا، نثق بأن كل الأمور ستعمل للخير للذين يحبونه… وعلى المستوى العملي فإن خبرة القديسين العملاقة، بل وخبرتنا المتواضعة مع الله، تؤكد صلاحه ومحبته ورعايته وأمانته وغنى عطائه.”لا أهملك ولا أتركك، تشدد وتشجع”(يش1: 5،6). الكتاب المقدس يوصينا بالاتكال القلبي على الرب وعدم السقوط تحت ثقل الهموم.”ألق على الرب همك فهو يعولك. لا يدع الصديق يتزعزع إلى الأبد”(مز55: 22). والهموم تتبخر مع مخافة الرب الذي يمنحنا سلامه الفائق للعقل”ألقليل مع مخافة الرب خير من كنز عظيم مع هم”(أم15: 16). ياأحباء الرب ، وإن كنتم تسمعون وتقرأون كلمة الله ولكن ليس لكم الإيمان والاتكال عليه، فإن الكلمة لا تأتي بثمرها فيكم”والمزروع بين الشوك هو الذي يسمع الكلمة، وهم هذا العالم وغرور الغنى يخنقان الكلمة فيصير بلا ثمر”(مت13: 22)… ونصيحة القديس بولس الرسول لنا هي “والذين يستعملون هذا العالم كأنهم لا يستعملونه، لأن هيئة هذا العالم تزول، فأريد أن تكونوا بلا هم”(1كو3: 31 ،32)… كما أن القديس بطرس يدعونا أن نلقي كل الهم على إلهنا، فنعيش السلام الحقيقي وإحساس الطمأنينة لعظم العناية الإلهية التي تشملنا”ملقين كل همكم عليه لأنه هو يعتني بكم”(1بط 5: 7).

+ كفى رياء وقلب منقسم:
نداء ورجاء وصوت صارخ من قلب الله على فم إيليا النبي، لكل من يعرج بين الفرقتين، ولكل من له شكل التدين وليس جوهره ولكل من اعتاد على العبادة وارتياد بيت الله، بل والخدمة في كرم الرب، وليس له حياة حقيقية تشهد للرب في السر والعلن… إليكم هذه الصرخة ” حتى متى تعرجون بين الفرقتين؟!، إن كان الرب هو الله فاتبعوه، وإن كان البعل فاتبعوه”(1مل18: 22)… ثم انصت لما قاله القديس يعقوب في رسالته عن الرجل المنقسم القلب”رجل ذو رأيين هو متقلقل في جميع طرقه”(يع1: 8)…”من الفم الواحد تخرج بركة ولعنة. لا يصلح ياإخوتي أن تكون هذه الأمور هكذا. ألعل ينبوعا ينبع من نفس عين واحدة العذب والمر؟!، هل تقدر ياإخوتي تينة أن تصنع زيتونا أو كرمة تينا؟!، ولا كذلك ينبوع يصنع ماء مالحا وعذبا”(يع3: 10- 12)…”نقوا أيديكم أيها الخطاة وطهروا قلوبكم ياذوي الرأيين”(يع4: 8).

إننا لم نر الرب يسوع المسيح في عنف التوبيخ والإنذار، مثلما سمعناه يوبخ وينذر الكتبة والفريسيين لأنهم مراؤون.”ويل لكم أيها الكتبة والفريسيون المراؤون”(مت23). قارئي العزيز، إهرب لحياتك من هذه الويلات بالتوبة عن الغش لنفسك والآخرين وتخدير الضمير بمجرد الاكتفاء بعبادة شكلية، دون الدخول إلى أعماقها الروحية التي توحدك بالرب لتكون له بالكامل.

ياأحبائي الوقت منذ الآن مقصر جدا، واصبح تحديد المصير الأبدي لكل منا أمرا هاما جدا، فإما للحياة وإما للهلاك الأبدي ، ونحن الذين نختار ونقرر. ألله لم يقصر في شيء تجاه خلاصنا ونجاتنا . لقد أعلن الكرام، الصالح والأمين، كمتحير من كرمه(الذي هو نحن)، هذا التأوه”أحكموا بيني وبين كرمي، ماذا يصنع أيضا لكرمي وأنا لم أصنعه له، لماذا إذ انتظرت أن يصنع عنبا، صنع عنبا رديئا”(إش5: 4)…ألله لا يشمخ عليه ولا يمكن خداعه. هو الذي يعرف ويرى كل ما في أعماقنا وسرائرنا، وكل شيء عريان ومكشوف لدى ذلك الذي معه أمرنا.

كفى الجري وراء خداع النفس ونظرية (ساعة لقلبك وساعة لربك)…”لا تقدرون أن تشربوا كأس الرب وكأس شياطين،لا تقدرون أن تشتركوا في مائدة الرب وفي مائدة شياطين”(اكو10: 21)… أليوم اسمع قول الرب يهمس في أذنك، او بعد… فإنه يزمجر كأسد أن:كفى…كفى…كفى، ومن له أذنان للسمع فليسمع.

 

Skills

Posted on

March 19, 2018

Submit a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Share This