إستيقظ أيها النائم

,
إستيقظ أيها النائم

+ قم من الأموات:

  لقد قام السيد المسيح من الأموات ناقضا أوجاع الموت، وفي قيامته قيامتنا. فهو فينا ونحن فيه. ولقد صار لنا كل هذا المجد بدفننا معه وقيامتنا فيه كما قال القديس بولس الرسول:”أم تجهلون أننا كل من اعتمد ليسوع المسيح اعتمدنا لموته. فدفنا معه بالمعمودية للموت حتى كما أقيم المسيح من الأموات بمجد الآب هكذا نسلك نحن أيضا في جدة الحياة”(رو6: 3 ،4).

  ولكن القيامة هي قوة فعل الحياة فينا. فلابد لنا أن نسلك بمقتضاها كل يوم. وهي فعل أمر من الرب”قم من الأموات”… بمعنى أن الموت سيحاول أن يقتنصنا له بفعل الخطية، فإذا خضعنا له بإرادتنا بسقوطنا في الخطية، فإن صوت الرب يهز كيان كل واحد فينا مناديا: “إستيقظ أيها النائم وقم من الأموات”… هذه هي القيامة الأولى و”مبارك ومقدس من له نصيب في القيامة الأولى . هؤلاء ليس للموت الثاني سلطان عليهم”(رؤ20: 6).

  إذن، فالقيامة قوة داخلية كيانية وهبت من الرب لإنساننا الجديد “المخلوق بحسب الله في البر وقداسة الحق”(أف4: 24). وهي تستعلن لنا وللآخرين بطاعة صوت الروح القدس مقابل كل خطية تواجهنا. والطاعة تأتي بالاستعداد الداخلي بالذهن والإرادة لتنفيذ وصية الرب مهما كلفنا الأمر.

    ولنعلم ياأحبائي أن كل من اختبر هذا في حياته، ذاق في الحال قوة القيامة وغلبة الموت في داخله. لذلك فالموت ليس لنا. والخطية أصبحت غريبة عن أبناء القيامة المولدين جديدا لله ليس حسب الجسد بل حسب الروح. ومن هنا نستطيع أن نفهم قول يوحنا الحبيب في رسالته الأولى حينما قرر أن”كل من هو مولود من الله لا يفعل خطية لأن زرعه يثبت فيه، ولا يستطيع أن يخطيء لأنه مولود من الله”(1يو3: 9). إن عشنا لله كأبناء حقيقيين فنحن بنو القيامة والحياة. ولا يمكن للموت أن يطوينا تحت ردائه العدمي”ألذين حسبوا أهلا للحصول على ذلك الدهر والقيامة من الأموات… لايستطيعون أن يموتوا أيضا لأنهم مثل الملائكة وهم أبناء الله إذ هم أبناء القيامة”(لو20: 35 ،36).

  أن كان لنا كل هذا الغنى بالقيامة فما بالنا متقاعسون نئن من الخطية التي ليس لها سلطان علينا البتة؟!، ولماذا نخاف الموت كأننا مديونون له؟!… هوذا صوت الرب يدوي في أذن كل واحد فينا صارخا: “قم أيها النائم من الأموات”… وليس علينا إلا إطاعة الصوت فنقوم لحياة القيامة الممجدة.

+ فيضيء لك المسيح:

  ألظلمة هي مرادف الموت وملازمة له. لذلك فأول عمل للقيامة فينا أنها- بالمسيح- تبدد ظلمة الموت. حينئذ نجد الحياة مضاءة لنا بواسطة المحبة،  فالمحبة هي استعلان نور القيامة فينا. وهي الدليل الأكيد لقهر الموت والإفلات من براثنه اللعينة”ألظلمة قد مضت والنور الحقيقي الآن يضيء…من يحب أخاه يثبت في النور وليس فيه عثرة…نحن نعلم أننا قد انتقلنا من الموت إلى الحياةلأننا نحب الأخوة”(1يو2: 8 ،10، 1يو3: 14).

   فإن وجدت البغضة مكانا لها في القلب فنحن نعيش ظلمة الموت بعيدا عن القيامة. هيا إذن لنترك من القلب ونغفر ونسامح بعضنا بعضا فنكون في ضياء القيامة، مسرعين إلى حفظ وحدانية الروح برباط الصلح الكامل. مقدمين المحبة التي هي رباط الكمال.

  ياأحباء الرب، فلنعلم يقينا أن السيد المسيح هو النور وهو فقط الذي يمكن أن يضيء حياتنا في مسيرتنا الى الوطن السعيد معه في ملكوته. فإن كنا نشعر بالظلمة تحيطنا وتخيم على عقولنا وأنفسنا، وإذا اكتشفنا أننا نتخبط في حياتنا اليومية وصار الاكتئاب رفيقنا، فلنتيقن أننا ضللنا الطريق بعيدا عن مسيحنا المنير. وغالبا ما نكون قد تركنا وصاياه غير مكترثين بها من بعيد أو قريب. فالكتاب المقدس مغلق والصلاة أصبحت روتينا نؤديه بثقل إن كنا نصلي، والخطايا تركناها تتسلط علينا بإرادتنا وحدنا لتجلب علينا ظلمة الموت مرة أخرى بعدما أقامنا الرب معه وغلب لنا الخطية والموت بقوته.

  فلننتبه لقوة القيامة الممنوحة لنا. فحتى وإن وصلنا إلى هذه الحالة من الموت، فقوة غفران الدم الإلهي كفيلة بأن تقهر موتنا وتمحو خطايانا وتقيمنا مرة أخرى”لا تشمتي بي ياعدوتي، إذا سقطت أقوم، إذا جلست في الظلمة فالرب نور لي… سيخرجني إلى النور سأنظر بره”(مي7: 8 ،9). فقط علينا بالتوبة والاعتراف لكي نعود إلى مخلصنا القائم منتصرا من الأموات فيعيدنا إلى نور قيامته مرة أخرى”إن قلنا أنه ليس لنا خطية نضل أنفسنا وليس الحق فينا. إن اعترفنا بخطايانا فهو أمين وعادل حتى يغفر لنا خطايانا ويطهرنا من كل إثم”(1يو1: 8 ،9).

  إذن لايجب أن نسمح للعالم ولا للإنسان العتيق فينا ولا للشيطان ولا لأي خليقة أخرى، أن تحرمنا من نور قيامة الرب في حياتنا. فبقوة السيد المسيح وإيماننا به نغلب”أستطيع كل شيء في المسيح الذي يقويني”(في 4: 13).

   وها أنشودة القديس بولس الرسول تقودنا في طريق القيامة، اسمعه يقول:”هذا وأنكم عارفون الوقت إنها ساعة الآن لنستيقظ من النوم. فإن خلاصنا الآن أقرب مما كان حين آمنتم. قد تناهى الليل وتقارب النهار. فلنخلع أعمال الظلمة ونلبس أسلحة النور. لنسلك بلياقة كما في النهار لا بالبطر والسكر لا بالمضاجع والعهر لا بالخصام والحسد. بل البسوا الرب يسوع المسيح ولا تصنعوا تدبيرا للجسد لأجل الشهوات”(رو13: 11 –14).

   أما ضياء الميسح في حياتنا فهو أنه بالروح القدس ينير لنا الحق في كل ما نحن بصدده. وحينئذ تثمر بذاره الإلهية في داخلنا فنستنير بنوره ونضئ. هنا نكون بالحق نورا للعالم وملحا للأرض. كل هذا مع سلام الله الذي يفوق العقل وفرح الرب الذي هو قوتنا، نجده يشملنا بضياء الروح القدس فينا كلهيب نار يحرق كل خطية داخلنا ويرشدنا إلى نور المسيح له المجد في جمبع خطواتنا نحو الأبدية السعيدة. حينئذ يرتاح الروح أن يفيض في أعماقنا ثمار النور والقيامة”محبة فرح سلام طول أناة لطف صلاح إيمان. وداعة تعفف”(غل5: 22 ،23).

Skills

Posted on

April 7, 2016

Submit a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Share This